الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوۡمٍ خِيَانَةٗ فَٱنۢبِذۡ إِلَيۡهِمۡ عَلَىٰ سَوَآءٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡخَآئِنِينَ} (58)

قوله تعالى : { فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ } : مفعولُه محذوف ، أي : انبِذْ إليهم عهودَهم ، أي : اطرَحْها ولا تكترِثْ بها . و " على سواء " حال إمَّا : من الفاعِل أي : انبذها وأنت على طريقٍ قَصْدٍ ، أي : كائناً على عدل فلا تَبْغَتْهُمْ بالقتال ، بل أَعْلِمْهم به ، وإمَّا من الفاعل والمفعول معاً ، أي : كائنين على استواء في العلم أو في العداوة . وقرأ العامة بفتح السين ، وزيد بن علي بكسرِها ، وهي لغةٌ تقدَّمَ التنبيهُ عليها أولَ البقرة .

قوله : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ } يُحتمل أن تكون هذه الجملةُ تعليلاً معنوياً للأمر بنبذ العهد على عدل ، وهو إعلامُهم ، وأن تكونَ مستأنفةً سِيْقَتْ لِذَمِّ مَنْ خان رسول الله صلى الله عليه وسلم ونَقَضَ عهده .