قوله تعالى : { وَإِن جَنَحُواْ } : الجُنوح : المَيْل ، وجَنَحت الإِبلُ : أمالَتْ أعناقها ، قال ذو الرمة :
إذا ماتَ فوق الرَّحْلِ أَحْيَيْتُ روحَه *** بذكراكِ والعِيسُ المَراسِيلُ جُنَّحُ
ويقال : جَنَح الليلُ : أقبل . قال النضر بن شميل : " جَنَح الرجل إلى فلان ولفلان : إذا خضع له " . والجُنوح : الاتِّباع أيضاً لتضمُّن الميلِ ، قال النابغة يصف طيراً يتبع الجيش :
جَوانحَ قد أيقَنَّ أنَّ قبيلَه *** إذا ما التقى الجمعانِ أولُ غالبِ
ومنه " الجوانح " للأضلاع لمَيْلِها على حَشْوة الشخص ، والجناح من ذلك لميلانه على الطائر . وقد تقدَّم الكلام على شيء من هذه المادة في البقرة . وعلى " السِّلم " .
وقرأ أبو بكر عن عاصم هنا بكسرِ السين ، وكذا في القتال : { وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ } . وافقه حمزة على ما في القتال . و " للسِّلْم " متعلق ب " جَنَحوا " فقيل : يَتَعدَّى بها وب إلى . وقيل : هي هنا بمعنى إلى . وقرأ الأشهب العقيلي " فاجنُحْ " بضم النون وهي لغة قيس ، والفتح لغة تميم . والضمير في " لها " يعود على " السلم " لأنها تذكَّر وتؤنَّثُ . ومن التأنيث قولُه :
وأَقْنَيْتُ للحربِ آلاتِها *** وأَعْدَدْتُ للسِّلْم أوزارَها
السِّلْمُ تأخذ منها ما رَضِيْتَ به *** والحربُ يَكْفيك من أنفاسها جُرَعُ
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.