الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱلَّذِينَ عَٰهَدتَّ مِنۡهُمۡ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهۡدَهُمۡ فِي كُلِّ مَرَّةٖ وَهُمۡ لَا يَتَّقُونَ} (56)

قوله تعالى : { الَّذِينَ عَاهَدْتَّ } : يجوز فيه أوجه ، أحدها : الرفعُ على البدل من الموصولِ قبلَه أو على النعت له ، أو على عطف البيان ، أو النصبُ على الذم ، أو الرفعُ على الابتداء ، والخبرُ قولُه : " فإمَّا تَثْقَفَنَّ " بمعنى : مَنْ تعاهد منهم أي من الكفار ثم ينقضون عهدهم ، فإن ظفِرْتَ بهم فاصنعْ كيت وكيت ، فدخلت الفاءُ في الخبر لشبه المبتدأ بالشرط ، وهذا ظاهر كلام ابن عطية . و " منهم " يجوز أن يكون حالاً من عائد الموصول المحذوف إذ التقدير : الذي عاهدتهم أي : كائنين منهم ، ف " مِنْ " للتبعيض . وقيل : هي بمعنى مع . وقيل : الكلامُ محمولٌ على معناه ، أي : أَخَذْتَ منهم العهدَ . وقيل : زائدةٌ أي : عاهَدْتَهم . والأقوالُ الثلاثةُ ضعيفةٌ والأول أصحُّ .