الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ عَٰهَدتَّ مِنۡهُمۡ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهۡدَهُمۡ فِي كُلِّ مَرَّةٖ وَهُمۡ لَا يَتَّقُونَ} (56)

وقوله : { الذين عاهدت منهم }[ 56 ] ، بدل من { الذين كفروا }[ 55 ]{[27646]} .

والمعنى : الذين أخذوا عهدك ألا يحاربوك ، ولا يعاونوا عليك كقريظة ، إذ والت على النبي عليه السلام ، يوم الخندق أعداءه{[27647]} بعد عهدهم له ألا{[27648]} يفعلوا ذلك ، { وهم لا يتقون }[ 56 ] ، الله في ذلك ، ولا يخافون أن يوقع بهم الهلاك لفعلهم ذلك{[27649]} .


[27646]:الكشاف 2/218، وفيه: "أي: الذي عاهدتهم من الذين كفروا"، انظر: التبيان 2/268، والمحرر الوجيز 2/541، والبحر المحيط 4/504، والدر المصون 3/428، وفتح القدير 2/346، ففيها أوجه إعرابية إضافية.
[27647]:في الأصل: أعداؤه، وهو خطأ ناسخ، والتفسير لمجاهد، التفسير 357، وجامع البيان 14/22، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1719، والدر المنثور 4/81. وقال ابن عطية في المحرر 2/542: "وأجمع المتأولون أن الآية نزلت في بني قريظة، وهي بعد تعم كل من اتصف بهذه الصفة إلى يوم القيامة"، انظر: زاد المسير 3/371، 372.
[27648]:في الأصل: لا يفعلوا، ولا يستقيم بها السياق.
[27649]:جامع البيان 14/22، بتصرف.