فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ عَٰهَدتَّ مِنۡهُمۡ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهۡدَهُمۡ فِي كُلِّ مَرَّةٖ وَهُمۡ لَا يَتَّقُونَ} (56)

{ الذين عاهدت منهم } أي أخذت منهم عهدهم أن لا يعينوا المشركين أي كفار مكة قيل من في { منهم } صلة أي عاهدتم وقيل للتبعيض أي الذين عاهدتم ، وهم بعض أولئك الكفرة يعني الأشراف منهم .

{ ثم ينقضون عهدهم } الذي عاهدتهم ، وعطف المستقبل على الماضي للدلالة على استمرار النقض منهم ، وهؤلاء هم قريظة عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أن لا يعينوا الكفار فلم يفوا بذلك { في كل مرة } من مرات المعاهدة فنقصوا وأعانوهم بالسلاح وقالوا نسينا العهد ثم عاهدهم فنكثوا ومالؤوا الكفار عليه يوم الخندق { وهم } أي والحال أنهم { لا يتقون } الله في النقض والغدر ، ولا يخافون عاقبته ولا يتجنبون أسبابه .