الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَخۡرُجُ مِنۢ بَيۡنِ ٱلصُّلۡبِ وَٱلتَّرَآئِبِ} (7)

قوله : { وَالتَّرَآئِبِ } : جمع تَريبة . وهي مَوْضِعُ القِلادةِ من عظامِ الصدرِ ؛ لأنَّ الولدَ مخلوقٌ مِنْ مائهما ، فماءُ الرجل في صُلْبه ، والمرأةُ في ترائبِها ، وهو معنى قولِه : { مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ } بالإِنسان : 2 ] . وقال الشاعر :مُهَفْهَفَةٌ بيضاءُ غيرُ مُفاضَةٍ *** تَرائِبُها مَصْقُولةٌ كالسَّجَنْجَلِ

وقال :

والزَّعْفَرانُ على ترائبِها *** شَرِقَتْ به اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ

وقال أبو عبيدة : " جمع التَّريبة تريب " . قال :

ومِنْ ذَهَبٍ يَذُوْبُ على تَرِيْبٍ *** كلَوْنِ العاجِ ليس بذي غُضونِ

وقيل : الترائبُ : التَّراقي . وقيل : أضلاعُ الرجلِ التي أسفلَ الصُّلْب . وقيل : ما بين المَنْكِبَيْن والصَّدْرِ . وعن ابن عباس : هي أطرافُ المَرْءِ يداه وِرجْلاه وعيناه . وقيل : عُصارةُ القلبِ . قال ابن عطية : " وفي هذه الأقوالِ تَحَكُّمٌّ في اللغة " .

وقرأ العامَّةُ " يَخْرُج " مبنياً للفاعل . وابنُ أبي عبلة وابن مقسم مبنياً للمفعول . وقرأ أيضاً وأهلُ مكة " الصُّلُب " بضم الصاد واللام ، واليمانيُّ بفتحهما ، وعليه قولُ العَجَّاج :

في صَلَبٍ مِثْلِ العِنانِ المُؤْدَمِ ***

وتَقَدَّمَتْ لغاتُه في سورة النساء . وأَغْرَبُها " صالِب " كقوله :

4544 . . . . . . . . . . . . . مِنْ صالِبٍ إلى رَحِمٍ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .