فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَخۡرُجُ مِنۢ بَيۡنِ ٱلصُّلۡبِ وَٱلتَّرَآئِبِ} (7)

ثم وصف هذا الماء فقال { يخرج من بين الصلب والترائب } أي صلب الرجل وترائب المرأة وهي جمع تريبة وهي موضع القلادة من الصدر ، والولد لا يكون إلا من الماءين ، قرأ الجمهور يخرج مبنيا للفاعل وقرئ مبنيا للمفعول ، وفي الصلب وهو الظهر لغات قرأ الجمهور بضم الصاد وسكون اللام ، وقرأ أهل مكة بضمهما ، وقرأ اليماني بفتحهما ، ويقال صالب على وزن قالب ومنه قول العباس بن عبد المطلب * تنقل من صالب إلى رحم * في أبياته المشهورة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد تقدم كلام في هذا عند تفسير قوله { الذين من أصلابكم } وقيل الترائب ما بين الثديين .

وقال الضحاك : ترائب المرأة اليدان والرجلان والعينان وقال : سعيد بن جبير هي الجيد ، وقال مجاهد هي ما بين المنكبين والصدر ، وروي عنه أنه قال : هي الصدر ، وعنه قال هي : التراقي ، وحكى الزجاج أن الترائب عصارة القلب ومنه يكون الولد ، والمشهور في اللغة أنها عظام الصدر والنحر ، قال عكرمة الترائب الصدر .

قال في الصحاح التريبة واحدة الترائب وهي عظام الصدر ، قال أبو عبيدة جمع التريبة تريب ، وحكى الزجاج أن الترائب أربع أضلاع من يمنة الصدر ، وأربع أضلاع من يسرة الصدر .

قال قتادة والحسن المعنى يخرج من صلب الرجل وترائب المرأة ، وحكى الفراء أن مثل هذا يأتي من العرب يكون معنى من بين الصلب من الصلب ، وقيل إن ماء الرجل ينزل من الدماغ .

ولا يخالف هذا ما في الآية لأنه إذا نزل من الدماغ نزل من بين الصلب الترائب ، وقيل أن المني يخرج من جميع أجزاء البدن ، ولا يخالف هذا ما في الآية لأن نسبة خروجه إلى ما بين الصلب والترائب باعتبار أن أكثر أجزاء البدن هي الصلب والترائب وما يجاورها وما فوقها مما يكون تنزله منها .

قال ابن عباس في الآية : ما بين الجيد والنحر ، وعنه قال : تريبة المرأة وهي موضع القلادة وعنه الترائب ما بين ثدي المرأة وعنه الترائب أربع أضلاع من كل جانب من أسفل الأضلاع ، قال ابن عادل أن الولد يخرج من ماء الرجل يخرج من صلبه العظم والعصب ، ومن ماء المرأة يخرج من ترائبه اللحم والدم .