قوله : { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا } : قد تقدَّم في سورةِ هود التخفيفُ والتشديدُ في " لَمَّاً " . فمَنْ خَفَّفها هنا كانت " إنْ " هنا مخففةً من الثقيلة ، و " كلُّ " مبتدأٌ ، واللامُ فارقةٌ ، و " عليها " خبرٌ مقدَّمٌ و " حافظٌ " مبتدأٌ مؤخرٌ ، والجملةُ خبرُ " كل " و " ما " مزيدةٌ بعد اللامِ الفارقةِ . ويجوزُ أَنْ يكونَ " عليها " هو الخبرَ وحدَه ، و " حافِظٌ " فاعلٌ به ، وهو أحسنُ . ويجوزُ أَنْ يكونَ " كلُّ " متبدأً ، و " حافظٌ " خبرَه ، و " عليها " متعلقٌ به و " ما " مزيدة أيضاً ، هذا كلُّه تفريعٌ على قولِ البصريِين . وقال الكوفيون : " إنْ هنا نافيةٌ ، واللامُ بمعنى " إلاَّ " إيجاباً بعد النفي ، و " ما " مزيدةٌ . وتقدَّم الكلامُ في هذا مُسْتوفى .
وأمَّا قراءةُ التشديدِ فإنْ نافيةٌ ، و " لَمَّا " بمعنى " إلاَّ " ، وتقدَّمَتْ شواهدُ ذلك مستوفاةً في هود . وحكى هارونُ أنه قُرِىءَ هنا " إنَّ " بالتشديدِ ، " كلَّ " بالنصب على أنَّه اسمُها ، واللامُ هي الداخلةُ في الخبرِ ، و " ما " مزيدةٌ و " حافظٌ " خبرُها ، وعلى كلِّ تقديرِ فإنْ وما في حَيِّزِها جوابُ القسمِ سواءً جَعَلها مخففةً أو نافيةً .
وقيل : الجواب { إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ } ، وما بينهما اعتراضٌ . وفيه بُعْدٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.