نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{يَخۡرُجُ مِنۢ بَيۡنِ ٱلصُّلۡبِ وَٱلتَّرَآئِبِ} (7)

ولما كان{[72679]} المراد به ماء الرجل وماء المرأة قال : { يخرج } وبعض بإثبات الجار فأفهم الخروج عن مقره بقوله{[72680]} : { من بين الصلب } أي صلب الرجل وهو عظم مجتمع من عظام مفلكة أحكم ربطها غاية الإحكام من لدن الكاهل إلى عجب الذنب { والترائب * } أي ترائب المرأة وهي{[72681]} عظام الصدر حيث تكون{[72682]} القلادة ، وصوبه ابن جرير{[72683]} ، أو ما ولي الترقوتين منه ، أو ما بين الثديين والترقوتين أو{[72684]} أربعة أضلاع من يمنة الصدر ، وأربعة من يسرته{[72685]} ، أو اليدان والرجلان والعينان ، وعلى كل تقدير شهوتها من أمامها وشهوة الرجل فيما غاب عنه من ورائه ، ولو نزع الخافض لأفهم أن الماء يملأ البين المذكور ولم يفهم أنه يخرج عن صاحبي البين ، قال البيضاوي{[72686]} : ولو صح أن النطفة تتولد من فضل الهضم الرابع-{[72687]} وتنفصل عن جميع الأعضاء حتى تستعد لأن يتولد منها مثل تلك الأعضاء ، ومقرها{[72688]} عروق ملتف بعضها بالبعض{[72689]} عند الأنثيين ، فلا شك أن الدماغ أعظم الأعضاء معونة في توليدها ، ولذلك تشبهه ويسرع {[72690]}الإفراط في الجماع{[72691]} بالضعف فيه وله خليفة وهو النخاع وهو في الصلب ، وشعب كثيرة نازلة إلى الترائب وهما أقرب إلى أوعية المني فلذلك{[72692]} خصا بالذكر . وقال الملوي : فالذي أخرجه من ظروف{[72693]} عظام الصلب والترائب إلى أن صيره في محله من الأنثيين إلى أن-{[72694]} دفق واعتنى بعد ذلك بنقله من خلق إلى خلق بعد كل أربعين يوماً إلى أن صيره إنساناً يعقل ويتكلم ويبني القصور ، ويهدم{[72695]} الصخور ، قادر على بعثه .


[72679]:زيد في الأصل: الماء، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72680]:في ظ و م: في قوله.
[72681]:من ظ و م، وفي الأصل: هو.
[72682]:زيد في الأصل: محل وضع، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72683]:راجع 30/80.
[72684]:سقط من ظ و م.
[72685]:من ظ و م، وفي الأصل: يسراه.
[72686]:راجع الأنوار ص: 794.
[72687]:زيد من ظ.
[72688]:من م، وفي الأصل و ظ: مقصرها.
[72689]:من م، وفي الأصل و ظ: ببعض.
[72690]:من م، وفي الأصل و ظ: إفراط بالجماع.
[72691]:من م، وفي الأصل و ظ: إفراط بالجماع.
[72692]:من م، وفي الأصل و ظ: ولذلك.
[72693]:في ظ: حلزون.
[72694]:زيد من ظ و م.
[72695]:زيد في الأصل: القصور وينحت، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.