البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يَخۡرُجُ مِنۢ بَيۡنِ ٱلصُّلۡبِ وَٱلتَّرَآئِبِ} (7)

التريبة : موضع القلادة من الصدر . قال امرؤ القيس :

مهفهفة بيضاء غير مفاضة *** ترائبها مصقولة كالسنجنجل

جمعها بما حولها فقال ترائبها ، وقال الشاعر :

والزعفران على ترائبها *** شرقت به اللبات والنحر

وقال أبو عبيدة : وجمع تربية تريب ، قال المثقب العبدي :

ومن ذهب يبين على تريب *** كلون العاج ليس بذي غصون

وقرأ الجمهور : { يخرج } مبنياً للفاعل ، { من بين الصلب } : بضم الصاد وسكون اللام ؛ وابن أبي عبلة وابن مقسم : مبنياً للمفعول ، وهما وأهل مكة وعيسى : بضم الصاد واللام ؛ واليماني : بفتحهما .

قال العجاج :

في صلب مثل العنان المؤدم . . .

وتقدمت اللغات في الصلب في سورة النساء ، وإعرابها صالب كما قال العباس :

تنقل من صالب إلى رحم . . .

قال قتادة والحسن : معناه من بين صلب كل واحد من الرجل والمرأة وترائبه .

وقال سفيان وقتادة أيضاً : من بين صلب الرجل وترائب المرأة ، وتقدم شرح الترائب في المفردات .

وقال ابن عباس : موضع القلادة ؛ وعن ابن جبير : هي أضلاع الرجل التي أسفل الصلب .

وقيل : ما بين المنكبين والصدر .

وقيل : هي التراقي ؛ وعن معمر : هي عصارة القلب ومنه يكون الولد .

ونقل مكي عن ابن عباس أن الترائب أطراف المرء ، رجلاه ويداه وعيناه .

قال ابن عطية : وفي هذه الأحوال تحكم على اللغة ، انتهى .