قوله تعالى : { وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ } : قيل : هذه تأكيد للآية السابقة . وقال الفارسي : " ليست للتأكيد لأن تِيْكَ في قوم ، وهذه في آخرين ، وقد تغاير لفظاً الاثنتين فههنا " ولا " بالواو لمناسبة عطفِ نهيٍ على نهيٍ قبلَه في قوله : " ولا تُصَلِّ ، ولا تَقُمْ ، ولا تُعْجبك " ، فناسب ذلك الواو ، وهناك بالفاءِ لمناسبةِ تعقيبِ قولِه : ولا يُنْفِقون إلا وهم كارهون " ، أي : للإِنفاقِ فهم مُعْجَبون بكثرة الأموالِ والأولادِ فنهاه عن الإِعجاب بفاء التعقيبِ . وهنا " وأولادهم " دون " لا " لأنه نهيٌ عن الإِعجاب بهما مجتمعين ، وهناك بزيادةِ " لا " لأنه نهيٌ عن كل واحد واحد فَدَلَّ مجموعُ الاثنين على النهي بهما مجتمعَيْن ومنفردين . وهنا " أنْ يُعَذِّبهم " وهناك " ليُعَذِّبهم " ، فأتى باللام مُشْعرةً بالغلبة ، ومفعولُ الإِرادةِ محذوفٌ ، أي : إنما يريد الله اختبارَهم بالأموال والأولاد ، وأتى ب " أن " لأنَّ مَصَبَّ الإِرادة التعذيبُ ، أي : إنما يريد الله تعذيبَهم . فقد اختلف متعلَّقُ الإِرادة في الآيتين . هذا هو الظاهر وإن كان يُحتمل أن تكونَ اللامُ زائدة ، وأن تكونَ " أَنْ " على حذف لام علة . وهناك " في الحياة الدنيا " وهنا سقطت " الحياة " ، تنبيهاً على خِسِّيَّة الدنيا ، وأنها لا تستحق أن تُسَمَّى حياة ، لا سيما وقد ذُكِرَت بعد ذِكر موتِ المنافقين فناسَبَ ألاَّ تُسَمَّى حياة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.