قوله : { أَلَمْ نَشْرَحْ } : الاستفهامُ إذا دخل على النفي قَرَّره ، فصار المعنى : قد شَرَحْنا ، ولذلك عَطَفَ عليه الماضي . ومثلُه { أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ } [ الشعراء : 18 ] . والعامَّةُ على جزمِ الحاء ب " لم " وقرأ أبو جعفر بفتحها . وقال الزمخشري : " وقالوا : لعلَّة بَيَّنَ الحاءَ وأشبعها في مَخْرَجِها ، فظنَّ السامعُ أنه فتحها " وقال ابن عطية : " إنَّ الأصلَ : ألم نَشْرَحَنْ " بالنونِ الخفيفةِ ، ثم أَبْدَلَها ألفاً ، ثم حَذَفَها تخفيفاً ، كما أنشد أبو زيد :
مِنْ أيِّ يَوْمَيَّ من الموتِ أفِرّْ *** أيومَ لم يُقْدَرَ أم يومَ قُدِرْ
بفتح راء " لم يُقْدَرَ " وكقولِه :
اضْرِبَ عنكَ الهمومَ طارِقَها *** ضَرْبَكَ بالسيفِ قَوْنَسَ الفَرَسِ
بفتح باء " اضربَ " انتهى . وهذا مبنيٌ على جوازِ توكيدِ المجزومِ ب لم ، وهو قليلٌ جداً ، كقولِه :
يَحْسَبُه الجاهلُ ما لم يَعْلما *** شيخاً على كُرْسِيِّه مُعَمَّما
فتتركبُ هذه القراءةُ مِنْ ثلاثةِ أصولٍ كلُّها ضعيفةٌ ؛ لأنَّ توكيدَ المجزومِ ب " لم " ضعيفٌ ، وإبدالُها أَلِفاً إنما هو الوقف ، وإجراءُ الوصلِ مُجْرى / الوقفِ خِلافُ الأصلِ ، وحَذْفُ الألفِ ضعيفٌ ، لأنه خلافُ الأصلِ . وخَرَّجه الشيخُ على لغةٍ حكاها اللحيانيُّ في " نوادره " عن بعضِ العربِ وهو الجزمُ ب " لن " ، والنصبُ ب " لم " عكسَ المعروفِ عند الناس ، وجعله أَحْسَنَ ممَّا تقدَّم . وأنشد قولَ عائشةَ بنتِ الأعجم تمدح المختار وهو القائمُ بطَلَبِ ثأر الحسين بن علي رضي الله عنهما :
قد كادَ سَمْكُ الهُدى يُنْهَدُّ قائمُهُ *** حتى أتيحَ له المختارُ فانْعَمدا
في كلِّ ما هَمَّ أمضى رأيَه قُدُماً *** ولم يُشاوِرَ في إقدامِه أحدا
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.