البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (112)

قال ابن عيينة وجماعة : معناه استقم على القرآن ، وقال الضحاك : استقم بالجهاد ، وقال مقاتل : امض على التوحيد ، وقال جماعة : استقم على أمر ربك بالدعاء إليه ، وقال جعفر الصادق : استقم في الإخبار عن الله بصحة العزم ، وقال الزمخشري : فاستقم استقامة مثل الاستقامة التي أمرت بها على جادة الحق غير عادل عنها .

وقال ابن عطية : أمر بالاستقامة وهو عليها ، وهو أمر بالدوام والثبوت .

والخطاب للرسول وأصحابه الذين تابوا من الكفر ولسائر الأمة ، فالمعنى : وأمرت مخاطبة تعظيم انتهى .

وقيل : استفعل هنا للطلب أي : اطلب الإقامة على الدين ، كما تقول : استغفر أي اطلب الغفران .

ومن تاب معطوف على الضمير المستكن في فاستقم ، وأغنى الفاصل عن التوكيد .

ولا تطغوا قال ابن عباس : في القرآن فتحلوا وتحرموا ما لم آمركم به .

وقال ابن زيد : لا تعصوا ربكم .

وقال مقاتل : لا تخلطوا التوحيد بالشك .

وقال الزمخشري : لا تخرجوا عن حدود الله .

وقرأ الحسن والأعمش : بما يعملون بالياء على الغيبة ، ورويت عن عيسى الثقفي بصير مطلع على أعمالهم يراها ويجازى عليها .