السيد فيعل من ساد يسود ، يطلق على المالك ، وعلى رئيس القوم .
وفيعل بناء مختص بالمعتل ، وشذ بيئس وصيقل اسم امرأة .
{ واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم .
قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قدّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين .
وإن كان قميصه قدّ من دبر فكذبت وهو من الصادقين .
فلما رأى قميصه قدّ من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم .
يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين } : أي واستبق يوسف وامرأة العزيز إلى الباب هذا للخروج والهروب منها ، وهذه لمنعه ومراودته .
وأصل استبق أن يتعدى بإلى ، فحذف اتساعاً .
وتقدم أنّ الأبواب سبعة ، فكان تنفتح له الأبواب باباً باباً من غير مفتاح ، على ما نقل عن كعب أن فراش القفل كان يتناثر ويسقط ، حتى خرج من الأبواب .
ويحتمل أن تكون الأبواب المغلقة ليست على الترتيب باباً فباباً ، بل تكون في جهات مختلفة كلها منافذ للمكان الذي كانا فيه ، فاستبقا إلى باب يخرج منه .
ولا يكون السابع على الترتيب ، بل أحدها .
وقدت يحتمل أن يكون معطوفاً على واستبقا ، ويحتمل أن يكون حالاً أي : وقد قدّت جذبته من خلفه بأعلى القميص من طوقه ، فانخرق إلى أسفله .
والقدّ : القطع والشق ، وأكثر استعماله فيما كان طولاً قال :
تقدّ السلوقي المضاعف نسجه *** وتوقد بالصفاح نار الحباحب
والقط : يستعمل فيما كان عرضاً ، وقال المفضل بن حرب : رأيت في مصحف قط من دبر أي شق .
قال يعقوب : الشق في الجلد في الصحيح ، والثوب الصحيح .
وقال ابن عطية : وقرأت فرقة قط .
وألفيا سيدها أي : وجد أو صادفا زوجها وهو قطفير .
والمرأة تقول لبعلها : سيدي ، ولم يضف إليهما ، لأن قطفير ليس سيد يوسف على الحقيقة .
ويقال : ألفاه ووارطه وصادفه ووالطه ولاظه ، كله بمعنى واحد .
قيل : ألفياه مقبلاً يريد أن يدخل ، وقيل : مع ابن عم المرأة .
وفي الكلام حذف تقديره : فرابه أمرهما وقال : ما لكما ؟ فلما سأل وقد خافت لومه ، أو سبق يوسف بالقول ، بادرت أن جاءت بحيلة جمعت فيها بين تبرئة ساحتها من الريبة ، وغضبها على يوسف وتخويفه طمعاً في مواقعتها خيفة من مكرها ، كرهاً لما آيست أن يواقعها طوعاً ألا ترى إلى قولها : ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن ؟ ولم تصرح باسم يوسف ، بل أتت بلفظ عام وهو قولها : ما جزاء من أراد ، وهو أبلغ في التخويف .
وما الظاهر أنها نافية ، ويجوز أن تكون استفهامية أي : أيّ شيء جزاؤه إلا السجن ؟ وبدأت بالسجن إبقاء على محبوبها ، ثم ترقت إلى العذاب الأليم ، قيل : وهو الضرب بالسوط .
وقولها : ما جزاء أي : إن الذنب ثابت متقرر في حقه ، وأتت بلفظ بسوء أي : بما يسوء ، وليس نصاً في معصية كبرى ، إذ يحتمل خطابه لها بما يسوؤها ، أو ضربه إياها .
وقوله : إلا أن يسجن أو عذاب ، يدل على عظم موقع السجن من ذوي الأقدار حيث قرنته بالعذاب الأليم .
وقرأ زيد بن علي : أو عذاباً أليماً ، وقدره الكسائي أو يعذب عذاباً أليماً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.