تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱسۡتَبَقَا ٱلۡبَابَ وَقَدَّتۡ قَمِيصَهُۥ مِن دُبُرٖ وَأَلۡفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا ٱلۡبَابِۚ قَالَتۡ مَا جَزَآءُ مَنۡ أَرَادَ بِأَهۡلِكَ سُوٓءًا إِلَّآ أَن يُسۡجَنَ أَوۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (25)

وقوله تعالى : ( واستبقا الباب ) قال بعضهم : ( واستبقا الباب ) استبقت هي لتغليق الباب ، واستبق هو ليخرج ، ويفر . لكن قوله : لتغلق الباب لا يحتمل لأن الأبواب كانت مغلقة بقوله : ( وغلقت الأبواب ) ولكن استبقت هي لتحبسه .

وقوله تعالى : ( وألفيا سيدها ) أي وجدا سيدها ، هذا يدل أن قوله : ( إنه ربي أحسن مثواي )[ الآية : 23 ] أي لم يرد به العزيز الذي اشتراه ، ولكن [ أراد ][ ساقطة من الأصل وم ] العزيز الذي خلقه لأنه قال : سيدها ، ولم يقل سيدهما .

وقوله تعالى : ( قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) هذا يدل أن الإرادة تكون مع الفعل لأنها كانت لا تعلم إرادة ضميره ، فإذن أخبرت عما عرفت من الميل وإظهار الفعل . وكذلك قول إخوة يوسف ( ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا )[ الآية : 8 ] وكانوا هم لا يعرفون ما في ضميره من الحب سوى ما ظهر لهم منه من الميل إليه و إبداء الشفقة له . فهذا يدل على ما ذكرنا من كون الإرادة مع الفعل ، والله أعلم .