{ وبالحق أنزلناه } هو مردود على قوله { لئن اجتمعت الإنس والجن } الآية وهكذا طريقة كلام العرب وأسلوبها تأخذ في شيء وتستطرد منه إلى شيء آخر ثم إلى آخر ثم تعود إلى ما ذكرته أولاً ، وأبعد من ذهب إلى أن الضمير في { أنزلناه } عائد على موسى عليه السلام وجعل منزلاً كما قال { وأنزلنا الحديد } أو عائد على الآيات التسع ، وذكر على المعنى أو عائد على الوعد المذكور قبله .
وقال أبو سليمان الدمشقي { وبالحق أنزلناه } أي بالتوحيد ، { وبالحق نزل } أي بالوعد والوعيد والأمر والنهي .
وقال الزهراوي : بالواجب الذي هو المصلحة والسداد للناس ، { وبالحق نزل } أي بالحق في أوامره ونواهيه وأخباره .
وقال الزمخشري : وما أنزلنا القرآن إلاّ بالحكمة المقتضية لإنزاله وما نزل إلاّ ملتبساً بالحق والحكمة لاشتماله على الهداية إلى كل خير ، وما أنزلناه من السماء إلاّ بالحق محفوظاً بالرصد من الملائكة ، وما نزل على الرسول إلاّ محفوظاً بهم من تخليط الشياطين انتهى .
وقد يكون { وبالحق نزل } توكيداً من حيث المعنى لما كان يقال أنزلته فنزل ، وأنزلته فلم ينزل إذا عرض له مانع من نزوله جاء ، { وبالحق نزل } مزيلاً لهذا الاحتمال ومؤكداً حقيقة ، { وبالحق نزل } وإلى معنى التأكيد نحا الطبري .
وانتصب { مبشراً ونذيراً } على الحال أي { مبشراً } لهم بالجنة ومنذراً من النار ليس لك شيء من إكراههم على الدين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.