ولما ذكر ما يستحقه { من آمن وعمل صالحاً } ذكر جزاء الله له في الآخرة وهو { الحسنى } أي الجنة لأن طمع المؤمن في الآخرة ورجاءه هو الذي حمله على أن آمن لأجل جزائه في الآخرة ، وهو عظيم بالنسبة للإحسان في الدنيا ثم أتبع ذلك بإحسانه له في الدنيا بقوله { وسنقول له من أمرنا يسراً } أي لا نقول له ما يتكلفه مما هو شاق عليه أي قولاً ذا يسر وسهولة كما قال قولاً ميسوراً .
ولما ذكر ما أعد الله له من الحسنى جزاء لم يناسب أن يذكر جزاءه بالفعل بل اقتصر على القول أدباً مع الله تعالى وإن كان يعلم أنه يحسن إليه فعلاً وقولاً .
وقرأ حمزة والكسائي وحفص وأبو بحرية والأعمش وطلحة وابن مناذر ويعقوب وأبو عبيد وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جبير الأنطاكي ومحمد بن جرير { فله جزاء } بالنصب والتنوين وانتصب { جزاء } على أنه مصدر في موضع الحال أي مجازي كقولك في الدار قائماً زيد .
وقال أبو علي قال أبو الحسن : هذا لا تكاد العرب تكلم به مقدماً إلاّ في الشعر .
وقيل : انتصب على المصدر أي يجزي { جزاء } .
وقال الفراء : ومنصوب على التفسير والمراد بالحسنى على قراءة النصب الجنة .
وقرأ باقي السبعة { جزاء الحسنى } برفع { جزاء } مضافاً إلى { الحسنى } .
قال أبو عليّ جزاء الخلال الحسنة التي أتاها وعملها أو يراد بالحسنى الحسنة والجنة هي الجزاء ، وأضاف كما قال دار الآخرة و { جزاء } مبتدأ وله خبره .
وقرأ عبد الله بن إسحاق { فله جزاء } مرفوع وهو مبتدأ وخبر و { الحسنى } بدل من { جزاء } .
وقرأ ابن عباس ومسروق { جزاء } نصب بغير تنوين { الحسنى } بالإضافة ، ويخرج على حذف المبتدأ لدلالة المعنى عليه ، أي { فله } الجزاء { جزاء الحسنى } وخرجه المهدوي على حذف التنوين لالتقاء الساكنين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.