فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأَمَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُۥ جَزَآءً ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَسَنَقُولُ لَهُۥ مِنۡ أَمۡرِنَا يُسۡرٗا} (88)

{ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ } بالله وصدّق دعوتي { وَعَمِلَ } عملاً { صالحا } مما يقتضيه الإيمان { فَلَهُ جَزَاء الحسنى } قرأ أهل المدينة وأبو عمرو وعاصم وابن كثير وابن عامر : ( فله جزاء ) بالرفع على الابتداء أي : جزاء الخصلة الحسنى عند الله ، أو الفعلة الحسنى وهي الجنة قاله الفراء . وإضافة الجزاء إلى الحسنى التي هي الجنة كإضافة حق اليقين ودار الآخرة ، ويجوز أن يكون هذا الجزاء من ذي القرنين أي : أعطيه وأتفضل عليه ، وقرأ سائر الكوفيين «فله جزاء الحسنى » بنصب { جزاء } وتنوينه . قال الفراء : انتصابه على التمييز . وقال الزجاج : هو مصدر في موضع الحال أي مجزياً بها جزاءً . وقرأ ابن عباس ومسروق بنصب ( جزاء ) من غير تنوين . قال أبو حاتم : هي على حذف التنوين لالتقاء الساكنين . قال النحاس : وهذا عند غيره خطأ لأنه ليس موضع حذف تنوين لالتقاء الساكنين . وقرئ برفع : ( جزاء ) منوّناً على أنه مبتدأ ، و { الحسنى } بدل منه والخبر الجارّ والمجرور { وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً } أي : مما نأمر به قولاً ذا يسر ليس بالصعب الشاق ، أو أطلق عليه المصدر مبالغة .

/خ91