قوله تعالى : { وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً الحسنى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً } .
{ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً الحسنى } الآية .
قوله : { جَزَآءً الحسنى } قرأ{[21298]} الأخوان ، وحفص بنصب " جزاءً " وتنوينه ، والباقون برفعه مضافاً ، فالنصب على المصدر المؤكِّد لمضمون الجملة ، أو بنصب بمضمرٍ ، أو مؤكدٍ لعامل من لفظه مقدَّر ، أي : يجزي جزاء ، وتكون الجملة معترضة بين المبتدأ وخبره المقدَّم عليه ، وقد يعترض على الأول : بأنَّ المصدر المؤكِّد لمضمون جملة لا يتقدَّم عليها ، فكذا لا يتوسَّطُ ، وفيه نظر يحتمل الجواز والمنع ، وهو إلى الجواز أقرب .
الرابع : نصبه على التفسير ، قاله الفراء{[21299]} ؛ يعني التمييز ، وهو بعيد .
وقرأ{[21300]} ابن عباس ، ومسروق بالنصب والإضافة ، وفيها تخريجان :
أحدهما : أن المبتدأ محذوف ، وهو العامل في " جزاءَ الحُسْنى " التقدير : فله الجزاء جزاء الحسنى .
والثاني : أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين ؛ كقوله : [ المتقارب ]
. . . . . . . . . . . . . . . . . *** ولا ذَاكِرَ الله إلاَّ قَلِيلا{[21301]}
والقراءة الثانية رفعه فيها على الابتداء ، والخبر الجار قبله ، و " الحُسْنَى " مضاف إليها ، والمراد بالحسنى الجنَّة ، وقيل : الفعلة الحسنى .
وقرأ عبد الله ، وابن أبي إسحاق{[21302]} " جزاءٌ " مرفوعاً منوناً على الابتداء ، و " الحُسْنَى " بدلٌ ، أو بيان ، أو منصوبة بإضمار " أعْنِي " أو خبر مبتدأ مضمرٍ .
و " يُسْراً " نعت مصدر محذوف ، أي : قولاً ذا يسرٍ ، وقرأ أبو جعفر بضم السين في اليُسُر حيث ورد .
فصل في اختلاف معنى الآية باختلاف القراءة
قال المفسرون : المعنى على قراءة النصب : فله الحسنى جزاء ؛ كما يقال : لك هذا الثوب هبةً .
وعلى قراءة الرفع ، فيه وجهان :
أحدهما : فله الجزاءُ الحسنى ، والفعلةُ الحسنى : هي الإيمانُ ، والعمل الصَّالح .
والثاني : فلهُ جزاء المثوبة الحسنى ، وإضافة الموصوف إلى الصِّفة مشهورةٌ ؛ كقوله : { وَلَدَارُ الآخرة } [ يوسف : 109 ] . و { حَقُّ اليقين } [ الواقعة : 95 ] .
وقوله : { وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً } الآية ، أي : لا نأمرهُ بالصَّعب الشَّاق ، ولكن بالسَّهل الميسَّر من الزَّكاة ، والخراج وغيرهما ، وتقديره : ذا يسر ؛ كقوله : { قَوْلاً مَّيْسُوراً } [ الإسراء : 28 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.