الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَمَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُۥ جَزَآءً ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَسَنَقُولُ لَهُۥ مِنۡ أَمۡرِنَا يُسۡرٗا} (88)

ثم قال : { وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى } [ 86 ] .

من رفع " جزاء " ولم ينون {[43481]} رفع بالابتداء وله الخبر ، و الحسنى في موضع خفض بالإضافة {[43482]} . ويجوز أن يكون الحسنى بدلا من جزاء ويكون حذف التنوين من جزاء لالتقاء {[43483]} الساكنين {[43484]} .

وكذلك التقدير في قراءة من نون ورفع وهي رواية الأعمش عن أبي بكر . وبها قرأ ابن أبي إسحاق {[43485]} .

ومن نون ونصب {[43486]} جعله مصدرا {[43487]} . وقيل : هو مصدر في موضع الحال {[43488]} . وقيل : نصب {[43489]} على التمييز {[43490]} .

ومن نصب ولم ينون فعلى هذه {[43491]} التقديرات {[43492]} أيضا إلا أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين وهي قراءة ابن عباس ومسروق {[43493]} .

و {[43494]} معنى الآية : وأما من صدق الله [ عز وجل ] {[43495]} ، وعمل بطاعته [ سبحانه ] {[43496]} فله عند الله الحسنى وهي الجنة ، { جزاء } أي : ثوابا على إيمانه {[43497]} .

ومعنى { جزاء الحسنى } في قراءة من أضاف ، أن الحسنى الجنة ، ولكن جعله مثل { دين القيمة } {[43498]} { ولدار {[43499]} الآخرة } {[43500]} .

وقوله : { وسنقول له من أمرنا يسرا } [ 86 ] .

أي : قولا جميلا {[43501]} . وقيل : المعنى وسنعلمه {[43502]} نحن في الدنيا ما تيسر له تعليمه مما يقربه {[43503]} إلى الله [ سبحانه {[43504]} ] ونلين له من القول {[43505]} . وقال مجاهد : {[43506]} " يسرا " معروفا {[43507]} .


[43481]:وهي قراءة ابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر، وابن عامر وأبي عمرو، انظر جامع البيان 16/3، والسبعة 389 والحجة 430، والكشف 2/98، والمشكل 2/48، والتيسير 145 والنشر 2/314 وتحبير التيسير 139.
[43482]:وهو قول الفراء انظر معاني الفراء 2/159، وإعراب النحاس 2/477، ومشكل القرآن 2/48 والحجة لابن خالويه 230.
[43483]:ق: "لالتقاء".
[43484]:انظر هذا القول في إعراب النحاس 2/471 ومشكل القرآن 2/48، والجامع 11/36.
[43485]:انظر هذه القراءة في إعراب النحاس 2/471 والجامع 11/36.
[43486]:وهي قراءة حمزة والكسائي ويعقوب وخلف، وحفص عن عاصم، انظر معاني الفراء 2/159، وجامع البيان 16/13 والسبعة 399، و الحجة 430 والكشف 2/74، والمشكل 2/48، والتيسير 145، والجامع 11/36 والنشر 2/315 وتحبير التيسير 139.
[43487]:وهو قول الفراء، انظر المشكل 2/48، والجامع 11/36.
[43488]:وهو قول الزجاج، انظر الحجة لابن خالويه والمشكل 2/48، والجامع 11/36.
[43489]:ط: "نصبه".
[43490]:وهو قول الفراء، انظر معاني الفراء 2/159، والحجة لابن خالويه 230، وضعفه، والمشكل 2/48.
[43491]:ق: هذا.
[43492]:ط: التقديرات.
[43493]:انظر قراءتهما في إعراب النحاس 2/471، والمشكل 2/48 والجامع 11/36 ومسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي، أبو عائشة تابعي ثقة من أهل اليمن، كان عالما بالفتيا. توفي سنة 63 هـ. انظر ترجمته في الإصابة ت 8408 وتهذيب التهذيب 10/109 والأعلام 7/215.
[43494]:ق: هذا.
[43495]:ساقط من ق.
[43496]:ساقط من ق.
[43497]:وهو تفسير ابن جرير، انظر جامع البيان 16/13.
[43498]:البينة: 5.
[43499]:ساقط من نسختين.
[43500]:يوسف: 109 وهو قول الفراء، انظر معاني الفراء 2/159 وجامع البيان 16/13 وفيه: "والوجه الثاني أن يكون معنيا بالحسنى الجنة، وأضيف الجزاء إليها، كما قال {الآخرة ولدار} والدار هي الآخرة، وكما قال {ذلك دين القيمة} والدين هو القيمة".
[43501]:وهو قول الزجاج، انظر معاني الزجاج 3/309.
[43502]:ط: "سنعمله".
[43503]:ق : "مما يقربه مما يقربه".
[43504]:ساقط من ق.
[43505]:وهو قول ابن جرير، انظر جامع البيان 16/13.
[43506]:ط:"سنعمله"
[43507]:انظر قوله في تفسير مجاهد 451، وجامع البيان 16/13.