قال أبو عبد الرحمن الجيلي : الإنفاق في غير طاعة إسراف ، والإمساك عن طاعة إقتار .
وقال معناه ابن عباس ومجاهد وابن زيد .
وسمع رجل رجلاً يقول : لا خير في الإسراف فقال : لا إسراف في الخير .
وقال عون بن عبد الله بن عتبة : الإسراف أن تنفق مال غيرك .
وقال النخعي : هو الذي لا يجيع ولا يُعَرِّي ولا ينفق نفقة يقول : الناس قد أسرف .
وقال يزيد بن أبي حبيب : هم الذين لا يلبسون الثياب للجمال ولا يأكلون طعاماً للّذة وقال عبد الملك بن مروان لعمر بن عبد العزيز حين زوجه ابنته فاطمة : ما نفقتك ؟ قال له عمر : الحسنة بين السيئتين .
والإسراف مجاوزة الحد في النفقة والقتر التضييق الذي هو نقيض الإسراف .
وعن أنس في سنن ابن ماجة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن من السرف أن تأكل ما اشتهيته » وقال الشاعر :
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد *** كلا طرفي قصد الأمور ذميم
إذا المرء أعطى نفسه كلما اشتهت *** ولم ينهها تاقت إلى كل باطل
وساقت إليه الإثم والعار بالذي *** دعته إليه من حلاوة عاجل
إذا أنت قد أعطيت بطنك سؤله *** وفرج نالا منتهى الذم أجمعا
وقرأ الحسن وطلحة والأعمش وحمزة والكسائي وعاصم : يقترون بفتح الياء وضم التاء ومجاهد وابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء وكسر التاء ونافع ، وابن عامر بضم الياء وكسر التاء مشددة وكلها لغات في التضييق .
وأنكر أبو حاتم لغة أقتر رباعياً هنا .
ومنه { وعلى المقتر قدره } وغاب عنه ما حكاه الأصمعي وغيره : من اقتر بمعنى ضيق ، والقوام الاعتدال بين الحالتين .
وقرأ حسان بن عبد الرحمن { قواماً } بالكسر .
وقيل : بالكسر ما يقام به الشيء يقال : أنت قوامنا بمعنى ما تقام به الحاجة لا يفضل عنها ولا ينقص .
وقيل : { قواماً } بالكسر مبلغاً وسداداً وملاك حال ، و { وبين ذلك } و { قواماً } يصح أن يكونا خبرين عند من يجيز تعداد خبر { كان } وأن يكون { بين } هو الخبر و { قواماً } حال مؤكدة ، وأن يكون { قواماً } خبراً و { بين ذلك } إما معمول لكان على مذهب من يرى أن كان الناقصة تعمل في الظرف ، وأن يكون حالاً من { قواماً } لأنه لو تأخر لكان صفة ، وأجاز الفراء أن يكون { بين ذلك } اسم { كان } وبُني لإضافته إلى مبني كقوله { ومن خزي يومئذ } في قراءة من فتح الميم و { قواماً } الخبر .
قال الزمخشري : وهو من جهة الإعراب لا بأس به ، ولكن المعنى ليس بقوي لأن ما بين الإسراف والتقتير قوام لا محالة فليس في الخبر الذي هو معتمد الفائدة فائدة انتهى .
وصفهم تعالى بالقصد الذي هو بين الغلو والتقصير ، وبمثله خوطب الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله { ولا تجعل يدك مغلولة } الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.