البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَلَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ} (26)

{ من في السموات والأرض } : عام في كونهم تحت ملكه وقهره .

وقال الحسن : { قانتون } : قائمون بالشهادة على وحدانيته ، كما قال الشاعر :

وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه واحد

وقال ابن عباس : مطيعون ، أي في تصريفه ، لا يمتنع عنه شيء يريد فعله بهم ، من حياة وموت وصحة ومرض ، فهي طاعة الإرادة لا طاعة العبادة .

وقيل : قائمون يوم القيامة ، يوم يقوم الناس لرب العالمين .

وإذا حمل القنوت على الإخلاص ، كما قال ابن جبير ، أو على الإقرار بالعبودية ، أو قانتون من ملك ومؤمن ، لأن كل عام مخصوص .