البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٖ مِّن رَّبِّهِۦۚ فَوَيۡلٞ لِّلۡقَٰسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ} (22)

{ أفمن شرح الله صدره للإسلام } : نزلت في حمزة ، وعلى ومن مبتدأ ، وخبره محذوف يدل عليه { فويل للقاسية قلوبهم } تقديره : كالقاسي المعرض عن الإسلام ، وأبو لهب وابنه كانا من القاسية قلوبهم ، وشرح الصدر استعارة عن قبوله للإيمان والخير والنور والهداية .

وفي الحديث : « كيف انشراح الصدور ؟ قال : إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح ، قلنا : وما علامة ذلك ؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والتأهب للموت قبل الموت » { فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله } : أي من أجل ذكره ، أي إذا ذكر الله عندهم قست قلوبهم .

وقال مالك بن دينار : ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة قلب .

{ أولئك } : أي القاسية قلوبهم ، { في ضلال مبين } : أي في حيرة واضحة ، لا تخفى على من تأملها .