البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يُؤۡفَكُ عَنۡهُ مَنۡ أُفِكَ} (9)

{ يؤفك } : أي يصرف عنه ، أي عن القرآن والرسول ، قاله الحسن وقتادة .

{ من أفك } : أي من صرف الصرف الذي لا صرف أشد منه وأعظم لقوله : لا يهلك على الله إلا هالك .

وقيل : من صرف في سابق علم الله تعالى أنه مأفوك عن الحق لا يرعوي .

وقال الزمخشري : ويجوز أن يكون الضمير لما توعدون ، أو للذي أقسم بالسماء على أنهم في قول مختلف في وقوعه ، فمنهم شاك ومنهم جاحد .

ثم قال : يؤفك عن الإقرار بأمر القيامة من هو المأفوك .

وقيل : المأفوك عنه محذوف ، وعن هنا للسبب ، والضمير عائد على { قول مختلف } ، أي يصرف بسببه من أراد الإسلام بأن يقول : هو سحر هو كهانة ، حكاه الزهراوي والزمخشري ، وأورده على عادته في إبداء ما هو محكي عن غيره أنه مخترعه .

وقال ابن عطية : ويحتمل أن يعود على { قول مختلف } ، والمعنى : يصرف عنه بتوفيق الله إلى الإسلام من غلبت سعادته ، وهذا على أن يكون في قول مختلف للكفار ، إلا أن عرف الاستعمال في إفكه الصرف من خير إلى شر ، فلذلك لا تجده إلا في المذمومين .

انتهى ، وفيه بعض تلخيص .

وقرأ ابن جبير وقتادة : من أفك مبنياً للفاعل ، أي من أفك الناس عنه ، وهم قريش .

وقرأ زيد بن علي : يأفك عنه من أفك ، أي يصرف الناس عنه من هو مأفوك في نفسه .

وعنه أيضاً : يأفك عنه من أفك ، أي يصرف الناس عنه من هو أفاك كذاب .

وقرىء : يؤفن عنه من أفن بالنون فيهما ، أي يحرمه من حرم من أفن الضرع إذا نهكه حلباً .