البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ} (3)

ولما ذكر تعليم القرآن ولم يذكر المعلم ، ذكره بعد في قوله : { خلق الإنسان } ، ليعلم أنه المقصود بالتعليم .

ولما كان خلقه من أجل الدين وتعليمه القرآن ، كان كالسبب في خلقه تقدّم على خلقه .

ثم ذكر تعالى الوصف الذي يتميز به الإنسان من المنطق المفصح عن الضمير ، والذي به يمكن قبول التعليم ، وهو البيان .

ألا ترى أن الأخرس لا يمكن أن يتعلم شيئاً مما يدرك بالنطق ؟

وقال قتادة الإنسان : آدم عليه السلام .

وقال ابن كيسان : محمد صلى الله عليه وسلم .