البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (13)

ولما عدد تعالى نعمه ، خاطب الثقلين بقوله : { فبأي آلاء ربكما تكذبان } ، أي أن نعمه كثيرة لا تحصى ، فبأيها تكذبان ؟ أي من هذه نعمه لا يمكن أن يكذب بها .

وكان هذا الخطاب للثقلين ، لأنهما داخلان في الأنام على أصح الأقوال .

ولقوله : { خلق الإنسان } ، و { خلق الجان } ؛ ولقوله : { سنفرغ لكم أيها الثقلان } ، وقد أبعد من جعله خطاباً للذكر والأنثى من بني آدم .

وأبعد من هذا قول من قال : إنه خطاب على حد قوله : { ألقيا في جهنم } ويا حرسيّ اضربا عنقه ، يعني أنه خطاب للواحد بصورة الاثنين ، فبأي منوناً في جميع السورة ، كأنه حذف منه المضاف إليه وأبدل منه { آلاء ربكما } بدل معرفة من نكرة ، وآلاء تقدم في الأعراف أنها النعم ، واحدها إلى وألا وإلى وألى .