فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ} (3)

بسم الله الرحمن الرحيم

{ الرحمان( 1 )علم القرآن( 2 )خلق الإنسان( 3 )علمه البيان( 4 ) } .

الرحمن ربنا علّم أمين وحيه جبريل القرآن ، أو علّم من سبقت لهم الحسنى القرآن ، الذي هو منهاج السعادة وسبيل الرشد والخير والحق ؛ أنشأ الناس من العدم ولم يكونوا شيئا ، ووهبهم السمع والبصر والنطق والفهم .

[ . . برحمته إياكم علمكم القرآن فأنعم بذلك عليكم إذ بصّركم به ما فيه رضا ربكم ، وعرفكم ما فيه سخطه ، لتطيعوه باتباعكم ما يرضيه عنكم ، وعملكم بما أمركم به ، وبتجنبكم ما يسخطه عليكم ، فتستوجبوا بذلك جزيل ثوابه ، وتنجوا من أليم عقابه . . . علّم الإنسان حلاله وحرامه ، علّم الإنسان ما به الحاجة إليه من أمر دينه ودنياه من الحلال والحرام والمعايش والمنطق وغير ذلك . . ]{[6072]} .

وجمهور اللغويين على أن كل اسم من فعل يفعل عدل به عن أصله تكون التسمية به مدحا ، ويكون الموصوف به مفضلا على الموصوف بالاسم الذي صيغ على وزن [ فاعل ] إذ اسم الفاعل من رحم [ راحم ] لكن هذا مشتق من الرحمة على وجه المبالغة ؛ وهو اسم لم يسم به إلا الله عز وجل ؛ وربما يكون المراد به مفيض الرحمة في الدنيا والآخرة ، فهو سبحانه يمنح رحمته في الدنيا من يحب ومن لا يحب ، يعم بها جميع خلقه ، لكن رحمته في الآخرة يختص بها أهل الإيمان .


[6072]:ما بين العارضتين مما أورده ابن جرير الطبري.