نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ} (3)

ولما كان كأنه قيل : كيف علمه{[61789]} وهو صفة من صفاته ولمن علمه ، قال مستأنفاً أو معللاً : { خلق الإنسان * } أي قدره وأوجده على هذا الشكل المعروف والتركيب الموصوف منفصلاً عن جميع الجمادات وأصله منها ثم{[61790]} عن سائر الناميات{[61791]} ثم عن غيره من الحيوانات ، وجعله أصنافاً ، وفصل بين كل قوم بلسانهم عمن عداهم وخلقه{[61792]} لهم دليل على خلقه لكل شيء موجود

إنا كل شيء خلقناه بقدر }[ القمر : 49 ] والإنسان وإن كان اسم جنس لكن أحقهم بالإرادة بهذا أولهم وهو آدم عليه السلام ، وإرادته - كما قال ابن عباس رضي الله عنهما - لا تمنع إرادة الجنس من حيث هو .


[61789]:- زيد من ظ.
[61790]:- من ظ، وفي الأصل: فيها، مع يسير من البياض.
[61791]:- من ظ، وفي الأصل: المناسبات.
[61792]:- من ظ، وفي الأصل: خلقهم.