هذه السورة مكية في قول الجمهور ، مدنية في قول ابن مسعود . وعن ابن عباس : القولان ، وعنه : سوى آية هي مدنية ، وهي : { يَسْأَلُهُ مَن فِى السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ } الآية . وسبب نزولها فيما قال مقاتل : أنه لما نزل
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُواْ لِلرَّحْمَنِ }
الآية ، قالوا : ما نعرف الرحمن ، فنزلت : { الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْءانَ } . وقيل : لما قالوا
{ إِنَّمَا يُعَلّمُهُ بَشَرٌ }
، أكذبهم الله تعالى وقال : { الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْءانَ } . وقيل : مدنية نزلت ، إذ أبى سهيل بن عمرو وغيره أن يكتب في الصلح : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } . ومناسبة هذه السورة لما قبلها : أنه لما ذكر مقر المتقين في جنات ونهر عند مليك مقتدر ، ذكر شيئاً من آيات الملك وآثار القدرة ، ثم ذكر مقر الفريقين على جهة الإسهاب ، إذ كان في آخر السورة ذكره على جهة الاختصار والإيجاز .
والظاهر أن { الرحمن } مرفوع على الابتداء ، { وعلم القرآن } خبره .
وقيل : { الرحمن } آية بمضمر ، أي الله الرحمن ، أو الرحمن ربنا ، وذلك آية ؛ و { علم القرآن } استئناف إخبار .
ولما عدّد نعمه تعالى ، بدأ من نعمه بما هو أعلى رتبها ، وهو تعليم القرآن ، إذ هو عماد الدين ونجاة من استمسك به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.