البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيَحۡلِفُونَ لَهُۥ كَمَا يَحۡلِفُونَ لَكُمۡ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ عَلَىٰ شَيۡءٍۚ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ} (18)

{ فيحلفون له } : أي لله تعالى .

ألا ترى إلى قولهم : { والله ربنا ما كنا مشركين } { كما يحلفون لكم } أنهم مؤمنون ، وليسوا بمؤمنين .

والعجب منهم ، كيف يعتقدون أن كفرهم يخفى على عالم الغيب والشهادة ، ويجرونه مجرى المؤمنين في عدم اطلاعهم على كفرهم ونفاقهم ؟ والمقصود أنهم مقيمون على الكذب ، قد تعودوه حتى كان على ألسنتهم في الآخرة كما كان في الدنيا ، { ويحسبون أنهم على شيء } : أي شيء نافع لهم .