البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَدۡعُواْ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِهِۦٓ أَحَدٗا} (20)

وقرأ الجمهور : قال إنما أدعوا ربي : أي أعبده ، أي قال للمتظاهرين عليه : { إنما ادعوا ربي } : أي لم آتكم بأمر ينكر ، إنما أعبد ربي وحده ، وليس ذلك مما يوجب إطباقكم على عداوتي .

أو قال للجن عند ازدحامهم متعجبين : ليس ما ترون من عبادة الله بأمر يتعجب منه ، إنما يتعجب ممن يعبد غيره .

أو قال الجن لقومهم : ذلك حكاية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا كله مرتب على الخلاف في عود الضمير في { كادوا } .

وقرأ عاصم وحمزة وأبو عمرو بخلاف عنه : { قل } : أي قل يا محمد لهؤلاء المزدحمين عليك ، وهم إما الجن وإما المشركون ، على اختلاف القولين في ضمير { كادوا } .