السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَدۡعُواْ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِهِۦٓ أَحَدٗا} (20)

ولما قال كفار قريش للنبيّ صلى الله عليه وسلم إنك جئت بأمر عظيم وقد عاديت الناس كلهم فارجع عن هذا فنحن نجيرك { قال } صلى الله عليه وسلم مجيباً لهم { إنما أدعو ربي } أي : الذي أوجدني ورباني ولا نعمة عندي إلا منه وحده لا أدعو غيره حتى تعجبوا مني { ولا أشرك به } أي : الآن ولا في مستقبل الزمان بوجه من الوجوه { أحداً } من ودّ وسواع ويغوث ويعوق وغيرها من الصامت والناطق ، وقرأ عاصم وحمزة قل بصيغة الأمر التفاتاً ، أي : قل يا محمد والباقون قال بصيغة الماضي والخبر إخباراً عن عبد الله وهو محمد صلى الله عليه وسلم قال الجحدري : وهو في المصحف كذلك وقد تقدّم لذلك نظائر في { قل سبحان ربي } [ الإسراء : 93 ] في آخر الإسراء وكذا في أوّل الأنبياء وآخرها وآخر المؤمنين .