تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَدۡعُواْ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِهِۦٓ أَحَدٗا} (20)

الآية 20 : وقوله تعالى : { قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا } ففيه إخبار عن دينه أن دينه التوحيد : لا إشراك بالله تعالى ، وإخبار عمّا يدعو الخلق إليه ؛ وذلك توحيد الله تعالى والقيام بطاعته .

وجائز أن يكون هذا على إثر سؤال منهم ودعوتهم إلى عبادة الأصنام على ما ذكر في الأخبار أنهم قالوا : إنّا نعبد إلهك يوما ، وتعبد آلهتنا يوما ، وهو كقوله عز وجل : { * ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار }{ تدعونني لأكفر بالله وأشرك به } الآية [ غافر : 41 و42 ] .

وجائز أن يكون كلاما مبتدأ : يؤيسهم ، ويقنطهم ، ويقطع طمعهم على عوده إلى ما هم عليه .