{ وهو الذي يقبل التوبة عن عباده } : أي هو تعالى الذي يقبل توبة التائبين من عباده .
{ ويعفو عن السيئات } : أي لا يؤاخذ بها من تاب منها فهذا هو الإِله الحق لا الأصنام التي ليس لها شيء مما هو لله البتة .
وقوله تعالى : { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده } أي إن تابوا إليه وأنابوا ويعفوا عن سيئاتهم فلا يؤاخذهم بها ، ويعلم ما يفعلون في السر والعلن ويجزي كلا بما عمل وهو على كل شيء قدير .
- وجوب التوبة وقبول الله تعالى لها وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوب إلى الله في اليوم مائة مرة . وللتوبة ثلاثة شروط : الإقلاع الفوري عن المعصية والاستغفار والندم على ما فعل من المعصية بترك الواجب أو فعل المحرم ، وإن كان الذنب يتعلق بحق آدمي زاد شرط رابع وهو التحلل من الآدمي بأداء الحق أو بطلب العفو منه .
قوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ( 25 ) } .
يخبر الله في هذه الآيات عن عظيم فضله وبالغ مَنِّه وكرمه ورحمته بالعباد ؛ إذ يعفو عن الذنوب والخطايا ويتجاوز عن سيئات المذنبين ويغفر للنادمين التائبين ما قارفوه من المعاصي والزلات مهما كثرت . ذلكم الله المتفضل الرحيم المنّان . وهو قوله : { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ } يقبل الله توبة التائبين الذين قارفوا ذنوبا ثم رجعوا إليه نادمين مستغفرين . والتوبة تعني الندم على فعل المعاصي ، والعزم على عدم الرجوع إليها { وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ } العفو ، معناه التَّرك والمحو . عفا عن ذنبه أي تركه ولم يعاقبه عليه . عفا الله عنك أي محا ذنوبك . وعفوت عن الحق أي أسقطته . عافاه الله أي محا عنه الأسقام . {[4105]}
قوله : { وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } الله عليم بكل ما يفعله العباد أو يقولونه من خير أو شر . وهو جل وعلا لا يعزب عن علمه أيُّما خبر من قول أو فعل أو خَبْءٍ مستور .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.