أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ وَهُوَ ٱلۡوَلِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (28)

شرح الكلمات :

{ وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا } : أي المطر من بعد يأسهم من نزوله .

{ وينشر رحمته } : أي بركات المطر ومنافعه في كل سهل وجبل ونبات وحيوان .

{ وهو الولي الحميد } : أي المتولي لعباده المؤمنين المحسن إليهم المحمود عندهم .

المعنى :

ومظهر آخر في قوله ، { وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته } ، فإِنْزَالُ المطر بكميات ومقادير محدودة وفي أماكن محددة ، وفي ظروف محددة هذا التصرف ما قام إلا على مبدأ القدرة القاهرة والخبرة التامة ، إنه يمنع عن عباده المطر فيحملوا ويجدبوا حتى ييأسوا ويظهر عجزهم وعجزا آلهتهم التي يعبدونها ظلما فاضحاً إذ لا تستحق العبادة بحال من الأحوال ثم ينزل الغيث وينشر الرحمة فتعم الأرزاق والخيرات والبركات ، وهو الولي الذي لا تصلح الولاية لغيره الحميد أي المحمود بصنائع بره وعوائد خيره ومظاهر رحمته . هو الولي بحق والمحمود بحق .

الهداية :

من الهداية :

- من مظاهر ربوبية الله تعالى الموجبة لألوهيته على عباده إنزال الغيث بعد اليأس والقنوط وخلق السماوات والأرض وما بث فيها من دابة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ وَهُوَ ٱلۡوَلِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (28)

قوله : { وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا } من العلامات الدالة على قدرة الله الصانع الحكيم أنه ينزل الغيث وهو المطر . ينزله من السماء إلى الأرض ليغيث به العباد { مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا } أي يصيبهم المطر فيحيي به الله الأرض بعد موتها فيشيع فيها الخير والخصب والنماء من بعد أن يئس الناس من نزوله { وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ } المراد بالرحمة الغيث وهو المطر النزل من السماء ؛ فإن الله ينشره على العباد ليعم به الأقطار والبلاد . قوله : { وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ } أي المستحق للحمد من عباده على ما أسبغ عليهم من جزيل الخيرات والعطايا{[4109]} .


[4109]:تفسير ابن كثير ج 4 ص 115 وفتح القدير ج 4 ص 20.