قوله تعالى : { وَهُوَ الذي يُنَزِّلُ الغيث } أي المطر { مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ } من بعد ما يئس الناسُ منه . وإنزال الغيب بعد القنوط أدعى إلى الشكر ؛ لأن الفرح بحصول النعمة بعد البلية أتمُّ .
قال الزمخشري : قرئ قنطوا ، بفتح النون وكسرها{[49322]} . ( فأما فتح النون فهي قراءة العامة ، وأما كسرها فهي قراءة يحيى بن وثَّاب ، والأعمش{[49323]} وهي لغة وعليها قراءة : { يَقْنَطُ } [ الحجر : 56 ] { لاَ تَقْنَطُواْ } [ الزمر : 53 ] بفتح النون في المتواتر . ولم يقرأ في الكسر في الماضي إلا شاذاً و«ما » مصدرية أي من بعد قُنُوطِهِمْ ){[49324]} . قال مقاتل : حبس الله المطر عن أهل مكة سبع سنين حين قنطوا ، ثم أنزل الله المطر فذكرهم الله نعمه .
قوله : { وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ } يبسط مطره ، كما قال : { وَهُوَ الذي يُرْسِلُ الرياح بُشْرىً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } [ الأعراف : 57 ] وهو الولي الحميد . «الوَلِيُّ » : الذي يتولى عباده بإحسانه «الحَميد » المحمود على ما يوصل إلى الخلق من الرحمة وقيل : «الولي » لأهل طاعته ، «الحميد » عند خلقه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.