أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ} (4)

شرح الكلمات :

{ قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } : أي قد أحاط علمنا بكل شيء فعلمنا ما تنقص الأرض من أجساد الموتى وما تأكل من لحومهم وعظامهم فكيف يستبعد منا إحياؤهم بعد موتهم .

{ وعندنا كتاب حفيظ } : أي كتاب المقادير الذي قد كتب فيه كل شيء ومن بين ذلك أعداد الموتى وأسماؤهم وصورهم وأجسامهم ويوم إعادتهم .

المعنى :

قال تعالى { قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ } هذه برهنة واضحة على إبطال دعواهم وتحقيق عقيدة البعث أي قد علمنا ما تنقص الأرض منهم بعد الموت من لحم وعظم ، وعندنا كتاب حفيظ قد حوى كل شيء وحفظه مادة وكميَّة وكيفية بمقتضاه يعود الخلق كما بدأ لا ينقص منه .

الهداية :

من الهداية :

- تقرير عقيدة القضاء والقدر بتقرير كتاب المقادير .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ} (4)

قال الله عز وجل : { قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } أي : ما تأكل من لحومهم ودمائهم وعظامهم لا يعزب عن علمه شيء . قال السدي : هو الموت ، يقول : قد علمنا من يموت منهم ومن يبقى ، { وعندنا كتاب حفيظ } محفوظ من الشياطين ومن أن يدرس ويتغير وهو اللوح المحفوظ ، وقيل : حفيظ أي : حافظ لعدتهم وأسمائهم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ} (4)

" قد علمنا ما تنقص الأرض منهم " أي ما تأكل من أجسادهم فلا يضل عنا شيء حتى تتعذر علينا الإعادة . وفي التنزيل : " قال فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى{[14145]} " [ طه : 51 ] . وفي الصحيح : ( كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب ) وقد تقدم . وثبت أن لأنبياء والأولياء والشهداء لا تأكل الأرض أجسادهم ، حرم الله على الأرض أن تأكل أجسادهم . وقد بينا هذا في كتاب " التذكرة " وتقدم أيضا في هذا الكتاب . وقال السدي : النقص هنا الموت يقول قد علمنا منهم من يموت ومن يبقى ؛ لأن من مات دفن فكأن الأرض تنقص من الناس . وعن ابن عباس :هو من يدخل في الإسلام من المشركين . " وعندنا كتاب حفيظ " أي بعدتهم وأسمائهم ، فهو فعيل بمعنى فاعل . وقيل : اللوح المحفوظ أي محفوظ من الشياطين أو محفوظ فيه كل شيء . وقيل : الكتاب عبارة عن العلم والإحصاء ، كما تقول : كتبت عليك هذا أي حفظته ، وهذا ترك الظاهر من غير ضرورة . وقيل : أي وعندنا كتاب حفيظ لأعمال بني آدم لنحاسبهم عليها .


[14145]:راجع جـ 11 ص 205.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ} (4)

قوله : { قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } أي نعلم ما تأكل الأرض من أجساد هؤلاء الجاحدين المكذبين ، وإذ تبلى وتتفرق وتتبدد . نعلم إلى أين يصير رفاتهم وذرات أجسادهم { وعندنا كتاب حفيظ } كتابنا يحفظ أسماءهم وعدتهم وأين تفرقت أبدانهم وجسومهم في الأرض . وهو كتاب باق لا يفنى ولا يضيع .