فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ} (4)

ثم ردّ سبحانه ما قالوه ، فقال : { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأرض مِنْهُمْ } أي ما تأكل من أجسادهم ، فلا يضلّ عنا شيء من ذلك ، ومن أحاط علمه بكل شيء حتى انتهى إلى علم ما يذهب من أجساد الموتى في القبور لا يصعب عليه البعث ولا يستبعد منه ، وقال السديّ : النقص هنا الموت ، يقول : قد علمنا من يموت منهم ومن يبقى ، لأن من مات دفن ، فكأن الأرض تنقص من الأموات ، وقيل المعنى : من يدخل في الإسلام من المشركين ، والأوّل أولى { وَعِندَنَا كتاب حَفِيظٌ } أي حافظ لعدتّهم وأسمائهم ولكلّ شيء من الأشياء ، وهو اللوح المحفوظ ، وقيل : المراد بالكتاب هنا : العلم والإحصاء ، والأوّل أولى . وقيل : حفيظ بمعنى محفوظ : أي محفوظ من الشياطين ، أو محفوظ فيه كل شيء .

/خ15