الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ} (4)

ثم أخبر تعالى ؛ رَدًّا على قولهم بأَنَّهُ سبحانه يعلم ما تأكل الأرضُ من ابن آدم ، وما تُبْقِي منه ، وأَنَّ ذلك في كتاب ، والحفيظ : الجامع الذي لم يَفُتْهُ شيء ؛ وفي الحديث الصحيح : " إنَّ الأَرْضَ تَأَكُلُ ابْنَ آدَمَ إلاَّ عَجْبَ الذَّنَبِ " وهو عَظْمٌ كالخَرْدَلَةِ ، فمِنْهُ يُرَكَّبُ ابن آدم ، قال ( ع ) : وحِفْظُ { ما تنقص الأرض } إنَّما هو ليعودَ بعينه يومَ القيامة ، وهذا هو الحَقُّ ؛ قال ابن عباس والجمهور : المعنى : ما تنقص من لحومهم وأبشارهم وعظامهم ، وقال السُّدِّيُّ : { مَا تَنقُصُ الأرض } أي : ما يحصل في بطنها من موتاهم ، وهذا قول حسن مضمنه الوعيد .