الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ} (4)

{ قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } [ 4 ] {[64638]} .

أي : قد علمنا ما تأكل الأرض من أجسامهم [ بعد موتهم ، وعندنا كتاب محفوظ بما تأكل الأرض منهم .

قال مجاهد : ما تأكل الأرض منهم أي : عظامهم {[64639]} ] {[64640]} .

وقال ابن عباس : من لحومهم وأبشارهم وعظامهم وأشعارهم {[64641]} ، وما يبقى ، فالذي يبقى من الإنسان هو عجب الذنب {[64642]} ومنه يتركب عند النشور .

وروى أبو سعيد الخدري : أن النبي صلى الله عليه وسلم {[64643]} قال : يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجب الذنب ، فقيل : وما هو يا رسول الله ، فقال مثل حبة خدرل منه تنشرون {[64644]} {[64645]} .

وقيل معناه : وقد علمنا ما يدخل ( في الإسلام من بلدان المشركين ) {[64646]} .


[64638]:ع: "ثم قال تعالى جل ذكره".
[64639]:ساقط من ح.
[64640]:انظر: تفسير مجاهد 613، وجامع البيان 26/94، ومعاني الفراء 3/76، وتفسير الغريب 417.
[64641]:انظر : جامع البيان 26/94، وابن كثير 4/223، والدر المنثور 7/590.
[64642]:ح: "المذنب" وهو تحريف.
[64643]:ع: "عليه السلام".
[64644]:ع: "ينشر".
[64645]:أخرجه مالك في الموطأ، كتاب: الجنائز، باب: جامع الجنائز 1/198، ومسلم في الفتن، باب: ما بين النفختين 18/92. وأحمد في مسنده 2/322، 428، 499، 3/28. وابن ماجه كتاب: السنة، باب: في ذكر القبور البلى 2/1425. والنسائي في السنن 4/111- 112. والبغوي في شرح السنة، باب: كيف الحشر 15/122. "وعجب الذنب هو العظيم بين الأليتين، يقال: إنه أول ما يخلق وآخر ما يبلى، ويقال له العجم أيضا". انظر: ذلك في الفائق للزمخشري 2/398، والتاج 1/367.
[64646]:ع: الإسلام من المشركين. وهو قول ابن عباس، في تفسير القرطبي 17/4.