فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ} (4)

ثم رد الله سبحانه ما قالوه فقال : { قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } أي ما تأكل من أجسادهم ، فلا يضل عنا شيء من ذلك ، ومن أحاط علمه بكل شيء حتى انتهى إلى علم ما يذهب من أجساد الموتى في القبور لا يصعب عليه البعث ، ولا يستبعد منه وقال السدي : النقص هنا الموت ، يقول قد علمنا من يموت منهم ومن يبقى لأن من مات دفن ، فكأن الأرض تنقص من الأموات ، وقيل المعنى من يدخل في الإسلام من المشركين والأول أولى ، قال ابن عباس في الآية : أجسادهم وما يذهب منها وما تأكل من لحومهم وعظامهم وأشعارهم { وعندنا كتاب حفيظ } أي حافظ لعدتهم وأسمائهم ولكل شيء من الأشياء وهو اللوح المحفوظ وقيل : المراد بالكتاب هنا العلم والإحصاء والأول أولى ، وقيل : حفيظ بمعنى محفوظ أي محفوظ من الشياطين أو محفوظ فيه كل شيء ثم أضرب سبحانه من الكلام الأول وانتقل إلى ما هو أشنع منه وأقبح فقال :