أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{قَالَ يَـٰٓإِبۡلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِيَدَيَّۖ أَسۡتَكۡبَرۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡعَالِينَ} (75)

شرح الكلمات :

{ لما خلقت بيديّ } : أي للذي خلقته بيديَّ وهو آدم فدل ذلك على شرفه .

{ استكبرت أم كنت من العالين } : استكبرت الآن أم كنت من قبل من العالين المتكبرين والاستفهام للتوبيخ . والتقريع لإِبليس .

المعنى :

ما زال السياق الكريم في ذكر ما دار بين الربّ تعالى وعدوه إبليس من حديث في الملأ الأعلى إذ قال تعالى بعد أن امتنع إبليس من السجود لآدم { يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقتُ بيديَّ } أي أيُّ شيء جعلك تمتنع من السجود لآدم وقد أمرتك بذلك { استكبرت } أي الآن { أم كنت } من قبل { من العالين } أي المستكبرين ، وهذا الاستفهام من الله تعالى توبيخ لإِبليس وتقريع له .

الهداية :

من الهداية :

- ذم الكبر والحسد وحرمتهما وبيان جزائهما .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{قَالَ يَـٰٓإِبۡلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِيَدَيَّۖ أَسۡتَكۡبَرۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡعَالِينَ} (75)

{ قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } الضمير في { قال } لله عز وجل ، وبيدي من المتشابه الذي ينبغي الإيمان به وتسليم علم حقيقته إلى الله ، وقال المتأولون : هو عبارة عن القدرة ، وقال القاضي أبو بكر بن الطيب : إن اليد والعين والوجه صفات زائدة على الصفات المتقررة ، قال ابن عطية : وهذا قول مرغوب عنه ، وحكى الزمخشري : أن معنى خلقت بيدي خلقت بغير واسطة .

{ أستكبرت أم كنت من العالين } دخلت همزة الاستفهام على ألف الوصل فحذفت ألف الوصل ، و{ أم } هنا معادلة ، والمعنى أستكبرت الآن أم كنت قديما ممن يعلو ويستكبر ، وهذا على جهة التوبيخ له .