إن الله سبحانه سأله عن سبب تركه للسجود الذي أمره به ف { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } وقرئ بالإفراد أي ما صرفك وصدك عن السجود لما توليت خلقه من غير واسطة أب وأم وأضاف خلقه إلى نفسه تكريما له وتشريفا ، مع أنه سبحانه خالق كل شيء ، كما أضاف إلى نفسه الروح والبيت والناقة والمساجد .
قال مجاهد : اليد هنا لمعنى التأكيد والصلة مجازا ، كقوله : { ويبقى وجه ربك } وقيل أراد باليد القدرة ، يقال : مالي بهذا الأمر يد ، وما لي به يدان ، أي قدرة ، وقيل : التثنية في اليد للدلالة على أنها ليست بمعنى القوة والقدرة ، بل للدلالة على أنهما صفتان من صفات ذاته سبحانه ، وهو الأولى ، وقيل : التثنية لإبراز كمال الاعتناء بخلقه عليه السلام المستدعي لإجلاله وتعظيمه قصدا إلى تأكيد الإنكار وتشديد التوبيخ ، ما في قوله { لما خلقت } هي المصدرية أو الموصولة ، وقرئ لما بالتشديد مع فتح اللام على أنها ظرف بمعنى حين ، كما قال أبو علي الفارسي .
وعن عبد الله بن عمر قال : ( خلق الله أربعا بيده العرش وجنة عدن والقلم وآدم " أخرجه ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي ، وعن عبد الله بن الحارث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خلق الله ثلاثة أشياء بيده خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده ، وغرس الفردوس بيده ) ، أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة ، وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات .
{ أَسْتَكْبَرْتَ } قرئ بهمزة الاستفهام وهو استفهام توبيخ وتقريع فتكون أم في قوله : { أَمْ كُنْتَ } متصلة أي أتركت السجود لاستكبارك الحادث أم لاستكبارك القديم المستمر ؟ وقرئ بألف الوصل فتكون أم منقطعة والمعنى أستكبرت عن السجود الذي أمرت به ؟ بل أكنت { مِنَ الْعَالِينَ } أي من المستحقين للترفع عن طاعة أمر الله المتعالين عن ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.