ثم قال : { قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } أي{[58579]} : قال الله عز وجل لإبليس : ( يا إبليس ){[58580]} ، أي : شيء منعك من السجود لآدم الذي خلقته بيدي .
قال ابن عمر : خلق الله أربعة بيده : العرش وعدن والقلم وآدم ، ثم قال لكل شيء كن فكان{[58581]} .
والذي عليه أهل العلم والمعرفة بالله أن ذكر اليد وإضافتها إلى الله سبحانه ليست علي جهة الجارحة ، تعالى الله عن ذلك ، ليس كمثله شيء .
وذكر اليد في مثل هذا وغيره صفة من صفات الله لا جارحة{[58582]} .
فقيل : معناه : لما خلقت بقدرتي{[58583]} .
وقيل : بقوتي{[58584]} . وقيل : معناه{[58585]} : لما خلقته .
وذكر اليدين تأكيد ، والعرب إذا أضافت الفعل إلى الرجل ذكروا اليدين . تقول لمن جنى{[58586]} : هذا ما جنيته ، وهذا ما جنته يداك{[58587]} .
وقد قال الله عز وجل : { بما كسبت أيديكم }{[58588]} بمعنى : بما كسبتم . ( فيضاف الفعل إلى اليد والمراد صاحب اليد ){[58589]} وإنما خُصَّتِ اليد بذلك لأن بها يبطش وبها يتناول . فجرى ذلك على عادة العرب .
وقوله : { استكبرت أم كنت من العالين } أي : أتعاظمت{[58590]} عن السجود لآدم{[58591]} أم كنت ذا علو{[58592]} وتكبر على ربك سبحانه ومعنى الكلام التوبيخ .
قال ابن عباس : كان إبليس من أشراف الملائكة وكان خازن الجنان ، وكان أمينا على السماء الدنيا والأرض ، ومن فيها فأعجبته نفسه ورأى أن{[58593]} له فضلا على الملائكة ، ولم يعلم بذلك أحد إلا الله عز وجل يعني : علمه في سابق علمه قبل خلقه للأشياء ، وعلمه متى يكون ، وعلمه وقت حدوثه في نفس إبليس . فلما أمر الله عز وجل الملائكة بالسجود لآدم امتنع وتكبر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.