مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قَالَ يَـٰٓإِبۡلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِيَدَيَّۖ أَسۡتَكۡبَرۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡعَالِينَ} (75)

{ قَالَ ياإبليس مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ } ما منعك عن السجود { لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ } أي بلا واسطة امتثالاً لأمري وإعظاماً لخطابي ، وقد مر أن ذا اليدين يباشر أكثر أعماله بيده فغلب العمل باليدين على سائر الأعمال التي تباشر بغيرهما حتى قيل في عمل القلب : هو ما عملت يداك ، حتى قيل لمن لا يدين له : يداك اوكتا وفوك نفخ . وحتى لم يبق فرق بين قولك «هذا مما عملته » و «هذا مما عملته يداك » ، ومنه قوله { مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا } [ يس : 71 ] و { لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ } { أَسْتَكْبَرْتَ } استفهام إنكار { أَمْ كُنتَ مِنَ العالين } ممن علوت وفقت . وقيل : أستكبرت الآن أم لم تزل مذ كنت من المستكبرين .