أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ يُكَوِّرُ ٱلَّيۡلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّيۡلِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمًّىۗ أَلَا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّـٰرُ} (5)

شرح الكلمات :

{ خلق السموات والأرض بالحق } : أي من أجل أن يذكر ويشكر لا من أجل اللهو العبث .

{ يكور الليل على النهار } : أي يدخل أحدهما في الآخرة فإِذا جاء الليل ذهب النهار والعكس كذلك .

{ وسخر الشمس والقمر } : أي ذللهما فلا يزالان يدوران في فلكيهما إلى نهاية الحياة وبدورتهما تتم مصالح سكان الأرض .

المعنى :

هذه الآيات الكريمة في تقرير التوحيد بذكر الأدلة والبراهين التي لا تدع للشك مجالاً في نفوس العقلاء

قال تعالى في الآية ( 5 ) { خلق السموات والأرض } أي أوجدهما خلقا على غير مثال سابق وخلقهما بالحق لغايات سامية شريفة وليس للباطل والعبث ومن تلك الغايات أن يعبد فيها فيذكر ويشكر . وقوله { يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل } أي يغشى هذا هذا فيغطيه به ويستره كأنما لفَّه عليه وغشاه به وهذا برهان ثان فالأول برهان الخلق للسموات والأرض وبرهان ثالث في قوله { وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى } يدوران في فلكيهما إلى قيام الساعة وفي ذلك من الفوائد والمصالح للعباد مالا يقادر قدره من ذلك معرفة عدد السنين والحساب . وقوله { ألا هو العزيز الغفار } إعلان وتنبيه بأنه تعالى عزيز في بطشه وانتقامه من أعدائه غفّار لعباده التائبين إليه .

الهداية :

من الهداية :

- بيان آيات الله في الكون وإيرادها أدلة على التوحيد .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ يُكَوِّرُ ٱلَّيۡلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّيۡلِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمًّىۗ أَلَا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّـٰرُ} (5)

قوله تعالى : " خلق السماوات والأرض بالحق " أي هو القادر على الكمال المستغني عن الصاحبة والولد ، ومن كان هكذا فحقه أن يفرد بالعبادة لا أنه يشرك به . ونبه بهذا على أن يتعبد العباد بما شاء وقد فعل . " يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل " قال الضحاك : أي يلقي هذا على هذا وهذا على هذا . وهذا على معنى التكوير في اللغة وهو طرح الشيء بعضه على بعض ، يقال كور المتاع أي ألقى بعضه على بعض ، ومنه كور العمامة . وقد روي عن ابن عباس هذا في معنى الآية . قال : ما نقص من الليل دخل في النهار وما نقص من النهار دخل في الليل . وهو معنى قوله تعالى : " يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل " [ فاطر : 13 ] وقيل : تكوير الليل على النهار تغشيته إياه حتى يذهب ضوءه ، ويغشى النهار على الليل فيذهب ظلمته ، وهذا قول قتادة . وهو معنى قوله تعالى : " يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا " [ الأعراف :54 ] . " وسخر الشمس والقمر " أي بالطلوع والغروب لمنافع العباد . " كل يجري لأجل مسمى " أي في فلكه إلى أن تنصرم الدنيا وهو يوم القيامة حين تنفطر السماء وتنتثر الكواكب . وقيل : الأجل المسمى هو الوقت الذي ينتهي فيه سير الشمس والقمر إلى المنازل المرتبة لغروبها وطلوعها . قال الكلبي : يسيران إلى أقصى منازلهما ، ثم يرجعان إلى أدنى منازلهما لا يجاوزانه . وقد تقدم بيان هذا في سورة [ يس ] . " ألا هو العزيز الغفار " " ألا " تنبيه أي تنبهوا فإني أنا " العزيز " الغالب " الغفار " الساتر لذنوب خلقه برحمته .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ يُكَوِّرُ ٱلَّيۡلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّيۡلِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمًّىۗ أَلَا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّـٰرُ} (5)

{ يكور الليل على النهار } التكوير اللف والليّ ومنه كور العمامة التي يلتوي بعضها على بعض وهو هنا استعارة ، ومعناه : على ما قال ابن عطية : يعيد من هذا على هذا ، فكان الذي يطيل من النهار أو الليل يصير منه على الآخر جزءا فيستره وكأن الذي ينقص يدخل في الذي يطول فيستتر فيه ويحتمل أن يكون المعنى أن كل واحد منهما يغلب الآخر إذا طرأ عليه فشبه في ستره له بثوب يلف على الآخر .

{ لأجل مسمى } : يعني يوم القيامة .