محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ يُكَوِّرُ ٱلَّيۡلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّيۡلِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمًّىۗ أَلَا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّـٰرُ} (5)

{ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ } أي بإذهاب أحدهما وتغشية الآخر مكانه . كأنما ألبسه ولفّ عليه { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى } وهو منتهى دوره ، أو منقطع حركته { أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ * خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا } أي من نفسها ونوعها { زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج } أي ذكرا وأنثى . من الإبل والبقر والضأن والمعز { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ } أي متقلبين في أطوار الخلقة { في ظلمات ثلاث } يعني البطن والرحم والمشيمة { ذلكم } أي الخالق لصوركم ، المكوّر أي المصرف بقدرته ، المسخر بسلطانه ، المنشئ للكثرة من نفس واحدة بحكمته ، المنزل للنعم بنعمته { اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } أي عن عبادته إلى عبادة غيره .