ثم بيّن ما يدل على توحيده ، ويعجز عنه المخلوقون . قوله عز وجل : { خَلقَ السماوات والأرض بالحق } يعني : للحق ، ولم يخلقهما باطلاً لغير شيء { يُكَوّرُ الليل عَلَى النهار } قال مجاهد : يعني : يدهور الليل على النهار { وَيُكَوّرُ النهار عَلَى الليل } يعني : يدور النهار على الليل . وقال مقاتل { يُكَوّرُ } يعني : يسلط عليه ، وهو انتقاص كل واحد منهما من صاحبه .
وقال الكلبي : { يُكَوّرُ } يعني : يزيد من النهار في الليل ، فيكون اللَّيل أطول من النهار ، ويزيد من الليل في النهار ، فيكون النهار أطول من الليل . هذا يأخذ من هذا ، وهذا يأخذ من هذا . وقال القتبي { يُكَوّرُ } يعني : يدخل هذا على هذا . وأصل التكوير اللف ، والجمع ، ومنه كور العمامة ومنه قوله : { إِذَا الشمس كُوِّرَتْ } [ التكوير : 1 ] وقال : { وَسَخَّرَ الشمس والقمر } يعني : ذلل ضوء الشمس ، والقمر ، للخلق { كُلٌّ يَجْرِى لأجلٍ مُّسَمًّى } يعني : إلى أقصى منازله . ويقال : إلى يوم القيامة . { إِلاَّ هُوَ العزيز } يعني : { العزيز } بالنقمة لمن لم يتب { الغفار } لمن تاب . ويقال : { العزيز } في ملكه . { الغفار } لخلقه بتأخير العذاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.