غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ يُكَوِّرُ ٱلَّيۡلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّيۡلِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمًّىۗ أَلَا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّـٰرُ} (5)

1

حين طعن في إلهية الأصنام عدد الصفات التي بها يستدل على الإلهية الحقة وهي أصناف : أولها قوله { خلق السموات والأرض بالحق } أي متلبساً بالغاية الصحيحة وقد مر مراراً . الثاني . { يكوّر الليل على النهار } والتكوير اللف واللي يقال كار العمامة على رأسه وكورها . وفي التشبيه أوجه منها : أن الليل والنهار متعاقبان إذا غشي أحدهما مكان الآخر فكأنما ألبسه ولف عليه . ومنها أنه شبه كل منهما إذا غيب صاحبه بشيء ظاهر لف عليه ما غيبه عن الأبصار . ومنها أن كلاً منهما يكر على الآخر كروراً متتابعاً أكوار العمامة . وقيل : أراد أنه يزيد في كل واحد منهما بقدر ما ينقص من الآخر من قوله صلى الله عليه وسلم " نعوذ بالله من الحور بعد الكور " أي من الإدبار بعد الإقبال . الثالث { وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى } وقد مر مثله في " فاطر " وغيره . وحيث كان الأجل المسمى شاملاً للقيامة عقبه بقوله { ألا هو العزيز الغفار } وفيه ترهيب مع ترغيب .