الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ يُكَوِّرُ ٱلَّيۡلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّيۡلِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمًّىۗ أَلَا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّـٰرُ} (5)

{ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَار عَلَى اللَّيْلِ } : قال قتادة : يعني يغشي هذا هذا ويغشي هذا هذا ، نظيره قوله : { يُغْشِي الْلَّيْلَ النَّهَارَ } [ الأعراف : 54 ] . وقال المؤرخ : يدخل هذا على هذا وهذا على هذا ، نظيره قوله : { يُولِجُ الْلَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الْلَّيْلِ } [ فاطر : 13 ] . قال مجاهد : يُدور . وقال الحسن وابن حيان والكلبي : ينقص من الليل فيزيد في النهار وينقص من النهار فيزيد في الليل ، فما نقص من الليل دخل في النهار ومانقص من النهار دخل في الليل ، ومنتهى النقصان تسع ساعات ومنتهى الزيادة خمسة عشر ساعة ، وأصل التكوير اللف والجمع ، ومنه كور العمامة .